شمـ روانو ــــوخ
المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 28/10/2008
| موضوع: { جشع الحياه ...} الجمعة أكتوبر 31, 2008 10:53 am | |
| { مساءكم // صباحكم ..ياسمين ونرجس
اعجبتني القصه واحببتأن تشاركوني قرأتها ومنها نتعلم ونستفيد !!
إليكم القصه كما كتبتها كاتبتها { شموخ رغم الجروح
لقد هاجر شوارع قريته الضيقة الملتوية ..
التي طالما جالها بسيارته التاكسي مساءً وصباحاً..
وثانيها وقت خروجه المفضل وذلكـ لضعف بصره..
الذي جرته السبعون عاماً معها لتبقى نظارته ذات الإطار الأحمر القاني لصيقة بوجهه النحيل الأجعد طوال العمر..
أبو سالم رجل بسيط الملامح طيب القلب محبوب من جميع أهل قريته..
وكيف لهم ألا يحبواأبو سالم الذي كان يطعمهم كل صيف عناقيد العنب
الشهي من مزرعته الصغيرة التي تدر للجميع خيراتها بلا استثناء..
حتى في ليلته القروية الأخيرة لم ينسى أهل قريته ممَّ اقد عودهم عليه..فطرق
الأبواب الموصدة في هجعة الليل حامل بين يديه أكياس العنب ويعطيها
لمنتظريهِ مرفقاً معهاابتسامته المعتادة..
مع إشراقه قرص الصباح لملم أبو سالم حقائبه وأغراضه..
ثم تلى ذلكَ إتيانه بصندوق خشبي صغير مزين بإطار حديدي أصبح محمر
الأطراف نظراً لعبث الصدأ به..ووضعه بجواره في السيارة
ورمقه بنظرة أخيرة ثم قاد السيارة ومضى....
\ من غير سابق إنذار بعد شهرين من سفرابي سالم توفي بسرطان الرئة ..(رحمه الله)
أصبحت الحياة فارغة بلاه ..
وكل من عرفه ولو اسماً بكاه..
ذهل أهل قريته من زيارة مفاجئة لأبنه الأصغر لبيت والده العتيق..
وكان هذا الابن قد هجر القرية منذ زمن وهو الآن غارق بالحياة المدنية ،الصاخبة ،المترفة..
سمعه بعض الجيران يتشاجر مع عجوز يقال انه اكبر أهل القرية سناً..
وخرج من عنده عائداً إلى أدراجه..
دون إن يعرف احد ما السبب؟
وعاد بعد مضي عشرة أيام ومعه إثنان من أشقائه..
وقصدا ثانية بيت هذا العجوز..
بدأت تحتشد وفود من البشر إلى ذات المنزل!!
وأبناء ابو سالم مازالوا بالداخل!!
طرق آذانَ الحضور ركزُ عصا تتلمس الأرض..
مع وقع خطى خفيف..
انه العجوز قادم يحمل بين يديه ..
صندوق من خشب..
مئات الأعين ترقبه ؟؟
تنتظر توقف خطاه..
واخيراًوضعه على الطاولة..
تقدم نحوه الأبناء الثلاثة..
طلب من أكبرهم أن يفتح الصندوق.. وناوله المفتاح
وكانت القلوب الثلاث تتراقص فرحا.. والجباه تنصبب عرقاً
فرحاً بأمل ينتظر بالصندوق.. وعندما فتح!!
تسابقت الأيدي على مابرق لهم داخله.. إذا بها بضع نقود وخنجر وبعض الأوراق!
الوجوم حل بالجميع..
سبعةَ عشر ألفا وخنجر..
فتشوا في الأوراق لعلهما يجدان مايستحق عنائهم وانتظارهم
فصعق احدهما لفاجعة بالورقة
وأسقطها من يده
لقد كانت دين لرجل من الحضور بنصف المبلغ
سلموا الرجل ماعلى أباهم..
ولملموا بقايا سخطهم وحسرتهم..
واقفلوا الصندوق وولوا الأدبار حاملينه
ونسوا أن يدعون لوالدهم بالرحمة....
اكاليل الورد تعانق قلوبكم
| |
|